GuidePedia

(  غادة تَحتَ  مِعطَفي )

في الرَوضِ كانَت للوُرودِ تَلثُمُ

والسَماءُ  عَلٌَها لِغَيمِها  تُراكِمُ
.
سَحائِبُُ   بَيضاءُ لا تُزاحِمُ

ما كادَ قَطرُها من نِذرَةٍ يُعلَمُ

بَعضُُ مِنَ الرذاذ  أضاعَهُ النَسيمُ بالشَذى مُفعَمُ

أريجها  من الوُرود ...  يا لَها  النَسائِمُ

قُلتُ في خاطِري  ... بِحِجٌَةٍ هذا الرَذاذ 

أدنو  ...  لَها أُسَلِّمُ

فَدَنَوت  ...  وأنا لِلسَلام ...  أُقَدٌِمُ

رَدَّت سَلامي وكانَ ثَغرَها  يَبسمُ

قُلتُ : أدخلي تَحتهُ مِعطَفي يا غادَتي

حَتَّى أقيكِ ذلكَ الوابِلُ النازِلُ

نَظَرَت للسَماءِ تستَعلِمُ

وهيَ بالقُطَيراتِ  لا تُحِسُها أو تَعلَمُ

تَقولُ في سِرٌِها  ...  من أيٌِ وابِلٍ  هو  يُحَذٌِرُ ؟

ولا يَكادُ  ذاكَ الرَذاذُ يُعلَمُ

قُلتُ  في خاطِري ضاعَت خطَّتي  …  ورُبٌَما أستَسلِمُ ?

لكِنَّها دَخَلَت تَحتهُ مِعطَفي…  تُتَمتِمُ

كأنٌَما قَد راقَها ما أرسمُ  ...  تَجاهَلَت ما تَعلَمُ

فإنتَهى في خافِقي التَأزٌُمُ

أنفاسَها وابِلُُ من السِهام ... مَرحى لَها الأسهُمُ

ضَمَمتِها كَأنٌَني  فارِسُُ  مُلهَمُ ...  فَمَن لَهُ يُزاحِمُ

أحمي حِماها من زَخمِهِ ذاكَ ااهُطول ... وهو مُعدَمُ

تَغَلغَلَ الأريجُ في مِعطَفي

عانَقتها ...  تَشَنَّجَ قي يَدي المِعصَمُ

قُلتُ أينَ بَيتُكِ يا  غادَتي ... أستَعلِمُ ?

دَلَّت  عَلَيهِ  بإصبعٍ   ...   أو عَلٌَهُ الإبهَمُ

قَد حارَ في ثَغرِها  أو بَعضَهُ التَكَلُّمُ

قُلتُ  ...  ذاكَ المُحاطَ  ...  بالوُرودِ تَرتَسِمُ ؟

هَزَّت بِرأسِها…  أي نَعَمُ ... وهيَ تَشرُدُ  لا تَتَكَلٌَمُ

ما يَحدُثُ تَحتَه مِعطَفي  ...  عَلٌَهُ مُبهَمُ

واللهُ فيهِ  …  أعلَمُ

قَلبي يَدِقُّ  ...  وأحرُفي تُلَعثِمُ
ُ
وَدَّعَت بِنَظرَةٍ   ...  لَم أزَل من وَقعِها  أستَلهِمُ

مِن وَحيِها الإعجاب  قَد يُفهَم
ُ
مَرَّتِ الأيَّام والقَلبُ  مضطَرِمُ

كُلَّما إرتَدَيتهُُ مِعطَفي

أسرَحُ في الخَيال ...  في الغادَةِ أحلُمُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية    …..     سورية
ُ

المشاركات الشائعة

﴿ الخَيرُ في الحبِّ ﴾ ✍ الشاعر فؤاد زاديكى

الخَيرُ في الحبِّ أنْ يسُودَ الحبُّ قلبًا نِعمةٌ إنَّهُ يُرضِي إلهَ العالَمِينْ منطقُ الحُبِّ انفِتاحٌ دونما وَجهِ تَعكيرٍ على نَحوٍ حزِ...

 
Top