المُلَوِّحُ .. و .. المُلَوَّحُ
.............................
ما إنْ بنا حَطَّ الهوى وَتَجَذَّرا
وَثوى دبيبَ النبضِ في طولِ القِرى
فَتَمَلَّكَ الأنفاسَ والإحساسَ في
روحي بما لَجَّ الحشا وَتَسَوَّرا
فانتابني ما مرَّ في اسلافنا
ممّن بداء الحبِ قد شغلوا الورى
فَطَويتُ آمادَ الزمانِ بغفوَتي
لِأُجالسَ الماضين في طيفِ الكرى
لاقيتُ عنترةً يُقبِّل سيفَهُ
وعلى الشِفاهِ رأيتُ نزفاً أحمَرا
قد قلتُ ما تلك الدما مستفسراً ؟
هل يا تُرى أَدموا الفوارسُ عنترا ؟
فَأَجابني : والشوقُ أضنى حالهُ
زَهَتِ الدماءُ كثغرِ عبلةَ منظرا
قبَّلتها عند الوطيسِ لعلني
رَشَفاتِ عبلةَ بالوغى أَستشعُرا
.........
فتركتهُ ومضيتُ أمشي حالماً
فإذا بصوتٍ هائمٍ نحوي انبرى
قيسٌ يُحَدُّثني بليلاهُ التي
سَلَبَتْ عظيمَ اللبِّ منهُ تَفَكُّرا
فَكَأَنّهُ بالسردِ يحكي قصتي
لم أستطعْ طولَ المكوثِ تَصَبُّرا
فمشيتُ أَسأَلٌ عن جميلِ بُثينةٍ
هل ياتُرى للآنَ : قلبهُ ما برى ؟
ما إنْ تلاقينا تَبَسَّمَ قائلاً
ياصاحِ في عينيكَ : ها أني أرى
ما جاء في سِيَرِ الأوائلِ من جوىً
فَإذا بهِ نحوي رُوَيداً قد سرى
قد جاء يهمسُ همسةً بمسامعي
سَمعَ الأَصمُّ حروفَها وبها درى
قد قالَ لي : مَنْ لم يقلْ (انتَ الهوى)
تاللهِ قد زَعَمَ المزاعمَ وَاْفترى
الشاعر نزهان الكنعاني