في هذا الكون / للأستاذ خالد فريطاس /

في هذا الكون نامت حسناء
الف سنة في السرداب
تتغطى غبار الطلع وبعض القشات الهزيله
تشرب سفالة الأنفاس المترامية المنفى
وتجتر الف رغيف في العذاب
في هذا الكون سيدة خيب الغياب خيبتها
ترتب أغراض موتها وليس لديها وقت للموت
يقتلها المخاض في الإنفجار الكبير
لديها الف نجم والف حاجب
والف هلال واغتصبها الشهاب
لها وجه جميل دائري ورقبة ضاربة في صرح النبوؤات
لها حديقة يحرسها الف كلب والف بندقية والف راعي
إغتصب وردتها بعض الذئاب
في هذا الكون سيدة جدة الوحي وإم الرسالة وأخت الإنبياء
وحبيبة كل أهازيج المناديل والنايات والرباب
تقف شامخة فوق رؤوس الرياح
تفجر نبض الوريد في جوف الصباح
تتزحلق في منحدرات الشمس وتستلقي في مرعى السحاب
تغسل النهايات من صدأ أكل الشكل ومعناه
وتخبئ ما تبقى لكي لا يتناوله الأكل ويمناه
تتجمد في لب الجليد عميقا
وتنصهر في عبث أولي الألباب
في هذا الكون سيدة تمزق ملفات العدم
تخيط السماء ثوبا لها
تعانق الأفق البعيد تلف شعرها في عراجين النخل
تكتب مذكراتها في نوى زيتونة محنطة وتستحم في الضباب
تنظم ما تبقى من قوافيها في سليل الغزلان فوق الكهوف
تجمع حروف العلة القاتلة بين الرفوف
تلبس معطف النار الإنيق لتحضر عرس الف إمضاء والف فهرس في الكتاب
في هذا الكون حسناء تدعى فلسطين ربيبة الكون
إمها مطلقة ثلاثا وأبوها ذهب لجلب الحطب من الغابة العذراء
فاختطفه وحش كنا نظنه مبتور الأطراف
كنا نظنه تاه في يوم ممطر في وحل الغياب
لكن ما تزال في القبو الى اليوم وفوق القبو
أشكال هندسية مرسومة على سبورة تترامى من فرط الأفيون والشراب
خالد فريطاس الجزائر