قف وأنخ بعيرك / للأستاذ اسيد حضير

// مُجاراتي لـلشاعر ( أمرِؤ القيس )
......... قِفْ وأَنِخْ بَعيرك
*
قِفْ وأَنِخْ بَعيركَ ياإمرِأَ القَيسِ وإنزِل
فَهُنا كُنَّا نَتَهادى الحُبَّ بِذا المَنزِل
*
وهُنا كُنَّا نَتَسامَرُ لَيلاً حتى السَّحَر
ولَمَّا يَضحى النَّهار نَستَفيءُ بِذا الظِّل
*
عُقوداً مَضَتْ مِنْ السّنين ولَنْ أنساها
فَلِما البُكاء إنْ نَسيتَ حَبيبَكَ الأوَّل..؟!!!
*
ولَنْ أبكيها فَطَيفها مافارَقَ طَرفي لَحظَة
وكيفَ أبكيها وقلبيَ عَنها لَمْ يَغفل
*
سَتَبقى حاضِرةً بقلبيَ وإنْ الزَّمان فناها
وسَتَبقى بَيتَ قَصيدي بِكُلّ مِنبَرٍ ومَحفَل
*
ورُغمَ هذا فَلَنْ أبقى أسيرَ هَواها
فلَستُ بِراهِبٍ أَقفَلَ على قَلبهِ بِقُفل
*
فَهذي دَواوين قصيدي تَشمَخُ بِبيوتِ شِعري
وهذا لِسان عَندَليبي يُغَرّدُ للمِلاحَ بِالغَزَل
*
أُمرِؤ القَيس ؟ سَأُخبِرُكَ عن حُبٍّ تَجَدَّدَ
بقلبي مِثلهُ مُنذُ دَفَنتَها لَمْ يَنزِل
*
فاليومَ شَبَّتْ بقلبيَ جَذوَة صَبابَة أذكاها
هوى هَبَّ مِنْ مَليحَةٍ فَأصابَتني بِالمَقتَل
*
غَيداء دَعجاء كأنّ عَيناها الليل الأدعَج
هيفاء كأنَّها مِنْ الحَريرِ غُزِلَتْ بِمِغزَل
*
قالَتْ قَد أَتَيتكَ وسَاهِج هَواكَ يَدفَعني
فامنَحني ذاكَ الحُبَّ لتُحيي قلبيَ المُعَلَّل
*
وأرفِقْ بِزَهرَة رَبيعٍ نَمَتْ بِخَريفِ العُمُر
وإسمَح لِقَلبِكَ يُبادِلها الحُبَّ لِآخِر الأَجَل
*
وهاكَ رَحيقيَ مَختوماً بِشَفَتَيَّ أسقيكَه
فإرتَشِفْ مِنهُ ماشِئتَ بشِفاهِكَ فَلَمْ تَثمل
*
قَليلٌ مِثلَكَ أوفياء للحَبيبِ بذا الزَّمان
فَقَد غابَ عَنْ زَمانِنا حُبّكَ الأمثَل
*
كُلَّما غِبتَ عَنّي يُخَيّمُ علَيَّ الأسى
وتَلفَحَني لواعِجَ الهوى مِنْ جَنوبٍ وشَمأَل
*
فسالَتْ مِنْ عيونِها دموعاً حتى حَفَرَتْ
على خُدودِها إخدوداً كأَنَّهُ حُفِرَ بِمِعوَل
*
فلما رأيتُ دموعها دَمدَمَ النَّبضُ بَين
ضلوعي وقلبيَ كأنَّهُ قَسوَرَةً بالسَّلاسِلِ مُزَنجَل
*
فَأنَّتْ وإشتَكَتْ وقالَتْ إِقتَرِب مِنّي وعالِج
شَغَفَ أُنوثَة يَمنَعها الحَياء تَشْتَهيكَ بِخَجَل
*
وَدَنَتْ فَتَدَلَّتْ حتى إلتَوتْ أغصاني بِأَيكِها
فأَرخَيتُ سُدوليَ على أَعطافٍ كالمَرمَرِ المُصَقَّل
*
ولَمَّا إِستفاقَتْ مِنْ هيامِها تَمايِلَتْ فَتَنَهَّدَتْ
فَكأَنَّ عَبيرَ الوَرد مِنْ ثَغرِها مُرسَل
*
فالتَفَتَتْ وقالَتْ لو إفتَرقَنا طولَ العُمُر
ما كانَ حُبَّكَ عَنْ قلبيَ بِمَعزَل
*
وما ذَرَفَتُ مِنْ دموعٍ إلا لأنَني
أعلَمُ بأَنّني آخرَ حبيبَة بحياتِكَ وأوَّل
*
فقُلتُ يا حبيبتي وزَهرَةَ رَبيعي حَنين
قلبيَ رُغمَ الفِراق عَنكِ لَمْ يَتَحَوَّل
*
وَمِثلُكِ أُنثى مارَأيتُ قَطّ بنساءِ العَرَب
كأَنَّ البَدرَ بوجهكِ بَلْ وَجهكِ بأَكمَل
*
ولَنْ أنساكِ ما طالَ بيننا النَّوى
وتبقينَ تَنبضينَ بينَ ضلوعي وساكِنَة بِالمُقَل
............................................... بقلمي/ اسيد حضير.. الخميس 27 شباط 2020 الساعة 10:30 مساءً