هل من معينٍ
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الأحد 18 تشرين ثاني 2018
هلْ من معينٍ فالهُمُومُ ضُـــــــرُوبُ *** لم تَنأَ عنِّي ساعَةً فتَــــــــــــؤوبُ
ما عادَ في فلكِ الحَبيبِ حَبيـبَـــــــةً *** أهوى ولا ذِكرَى بذاكِ تَطِيــــــــبُ
لا طَيفُهَا يبدو كما رغبَ الهَــــــوَىً *** والدَّارُ قَفْرٌ والمَزارُ غَرِيـــــــــــبُ
وبلابلُ الدَّوح العظيم تفرَّقَــــــــــتْ *** حُزْنا ولم يُجْلِ العيونَ نحيــــــــبُ
لم يَبق من ذكراكِ إلا قِصَّــــــــــــةً *** تَجتاحُني وحلولُها تَعذيـــــــــــــبُ
يا ليتَهَا أفَلَتْ وغابتْ ساعـــــــــــةً *** فلكلِّ نَجمٍ في الزَّمان مَغِيـــــــــبُ
نارٌ بأعماقي تُذيبُ حشاشتـــــــــي *** تَخبو ويخبو بالضلوعِ لهيــــــــبُ
يا قلبُ صَبْرا قد كَفَاكَ تَبرُّمَــــــــــاً *** في كلِّ يومٍ تَعتريكَ خُطُـــــــــــوبُ
فالدَّارُ نهبٌ للغَريبِ تَوَشَّحَــــــــــتْ *** لونَ السَّوادِ وقد عراها شُحُـــوبُ
قولي إلى النَّذْلِ المشينِ أما كفـــى *** تلْكَ اللئامَةُ والهوانُ ضُــــــــرُوبُ
نذلٌ شحيحٌ لا يُساوي خِصْفَــــــــةً *** أبدا ولا بينَ الرِّجَالُ يَنُــــــــــــوبُ
يعطيكِ من طَرَف اللِّسَان حَــــلاوةً *** وَبَلاغَةً ، أمُنافقٌ ، وكــــذُوبُ ؟! *
بالأمسِ في نومي إليَّ تَنكَّـــــــرَتْ *** حتى بِحُلمِي تدَّعي وتُريــــــــــــبُ
حاوَرْتها في النوم وهي ذَمِيمَــــةً *** فالقَوْلُ فَضٌّ والحُوَارُ مُعيــــــــــبُ
ما زلتِ حتى للموَاجِعِ تُنْكِــــــــرِي *** إني صَويبٌ والفُؤادُ صَويــــــــــبُ
عجبا لما أبْديتِ من فِعْــــــــــل ألا *** يكفي لمن لبسَ العيوبَ عُيـــــوبُ
ما عُدْتِ في خَلَدِي ولا في خَاطِري *** صُورٌ لقُبْحِكِ في الخيالِ تَـجُــــوبُ
عَذِّبتني والبؤسُ بات بداخلــــــــي *** قد صارَ همَّا والفؤادُ يَــــــــــذُوبُ
شَطَّتْ بنا الأيَّامُ من بعد النَّـــــــوى *** تَبدو ووجهكِ شاحبٌ وكئيـــــــبُ
عبثاً أعايشها برغم عذابِهــــــــــا *** والنارِ في صدري صَدىً ووَجِيبُ
تُطْوَى سُنونُ العُمْرِ من صَفَحَاتِها *** فالعيشُ ما بين الرُّعَاعِ ذُنُــــــوبُ
لا تدَّعِي سَفهَاً بِغيرِ حَقيقَــــــــــــةٍ *** زيفَاً فمثلي للوَفاءِ يُجِيــــــــــــــبُ
عاهدتُ ربي أنْ أدومَ على الوفـــا *** والصَّدرُ رحبٌ كالفَضَاءِ رَحيـــــبُ
تُبَّاً لمنْ تَخِذَ الخيانَةَ والـــــــــرَّدى *** خُلُقا فطبعُ الخائنينَ مُريــــــــــــبُ
دكتور محمد القصاص - الأردن