(حالٌ من العشق )
تبرّجَ الحسنُ في سيماءِ مُبديهِ
وقد تسنّى لمغرومٍ تملّيهِ
حسنٌ أباحَ وما أخفى مفاتنهُ
وما ابتدعتُ أساليباً لأُغويهِ
تبلّجَ الصبحُ من أطواق حلّتهِ
واستصبغَ الوردُ وافتنّتْ عراويهِ
حالٌ من العشق وافى لا نظيرَ له
أبهى من النورِ في عينيِّ رائيهِ
حضورُهُ لا غيابٌ يستبدُّ به
ولا نهارٌ ولا ليلٌ يواريهِ
في زقّةِ الهدبِ ضوءُ النيّرينِ معاً
إذا أشارَ لأشواقٍ توافيهِ
حنا وظلّلَ إشفاقاً بناظرهِ
فاستبردَ القلبُ من موجاتِ عينيهِ
ورحتُ أنهبُ ما فاضتْ شمائلُهُ
وقادني العشقُ من تيهٍ إلى تيهِ
واسترسلَ الفكرُ في دنيا مباهجهِ
طالَ اللقاءُ ولازالتْ دواعيهِ..!!
بُعيدَ نشوةِ سُكرٍ قد أفقتُ بها
مُطوّقاً بحنوٍّ من ذراعيهِ
وما ارتويتُ ولكنْ أنثني ثَمِلاً
من الخمورِ التي تنسابُ من فيهِ
بَسْطَ الأساريرِ تلقاهُ فتحسبهُ
في لحظةِ السكبِ مُمتنّاً لِعافيهِ
ياللجمالِ الذي حاولتُ أسبرُهُ
واستعصَمَتْ دونما سَبْرٍ معانيهِ..!!!
وما كشفتُ حجاباً عن مفاتنهِ
إلّا وأغضَتْ بأبصاري لآليهِ
لملمتُ فارهَ أشواقي فعمّدها
بأدمعِ العطفِ تهمي من مآقيهِ
حتّى استحمّيتُ في قربي بِهالتِهِ
كأنّما جَدَّ خلقٌ بين كفّيهِ
يجودُ بالحبِّ كُرمى لا يُكدّرها
عَزلٌ وإنْ طوّحَ الأسفارَ هاويهِ
ولا يُعاتبُ معتوباً عليه بما
آساهُ يوماً ولا يجفو مُجافيهِ
لولا خنا خِلُّهُ عهداً وفارقهُ
يعودُ بالغيرةِ السمحاءِ يُدنيهِ
إنْ يعذُبُ الحبُّ إلّا في مناسكِهِ
أو يعتَقُ الخمرُ إلّا في خوابيهِ..!!!