بسم الله الرحمن الرحيم
سبِّح لربك بكرة وأصيلا
جعل التمايز صارما وصقيلا
………ـ…………
لا تلتفت أبدا إلى دنيا الورى
كالخيل تعدو للأمام صهيلا
…………ـ………..
دع عنك أوزار العروبة كلها
من شيعوك ومن رموك قتيلا
……………ـ……………
فهناك خلف السور ترقد ثلة
زجوا بهم خلف السجون قبيلا
……………ـ………..
وهناك في الأسحار تجثم زهرة
نشر الأسى أوجاعها قنديلا
……………ـ……………
تهوي بها النسمات شرقا مغربا
تلقي بها بِيدِ الدجى تقتيلا
………………ـ……………
وهناك جنح الليل قلبٌ ساجدٌ
رفع الأكف ضراعة تبتيلا
……………ـ…………
رباه .. يا رباه .. أرهقنا العنا
والظلم عربد ما اكتفى تطبيلا
……………ـ………..
وهناك أم ترتدي برد الدُّجى
هملت مدامعها الأسى تفصيلا
..................ـ...................
مَنْ لي بُنَيَّةَ .. لا تفارق خدرها
أببابنا تَهْوي الرَّحَى تفضيلا
…………ـ………….
وهناك بين الناس غضبة راجفٍ
لسعته أسواط العتاة ذليلا
…………ـ…………
ما زال لسع السوط يخفق نابه
أطرافه رقصت رمته عليلا
……………ـ……………..
وهناك تحت الشمس توأد مُهْرَة
هل ثم جرم أن تفش غليلا
………………ـ………………..
دقوا طبول الحرب من عهد مضى
وسَمُوا الأباة تتابعوا تنكيلا
……………ـ………..
مدوا لهم بُسُطَ السِّبَابِ موائدا
شَدُّوا لهم رَاحَ الْمُنَى تغسيلا
……………ـ…………
فرعون سل فرعون من رب الألى
جبروته فاق المدى تحصيلا
…………ـ………….
من ذا الذي بالإفك قد بلغ الذرا
من ذا الذي شاد الصروح دليلا
…………ـ…………
من ذا الذي هامان سبَّح باسمه
مَلَكَ العساكر والجنود قبيلا
................ـ.................
مَلَكَ الزعامة والرياسة والمدى
كُلٌّ إليه تنافسوا تقبيلا
……………ـ…………..
من ذا الذي في الأفق بثَّ عيونه
أوْعَى الجدار حقيقة .. تخييلا ؟!
................ـ..............
لا تنطقوا .. آذاننا ملء الفضا
ولنا الممالك من يروم مثيلا
..................ـ...............
هذي بلاد العرب .. كَبِّرْ أربع
أعْلامُها طربت لها تمثيلا
……………ـ…………..
في كل ناحية أمير ضيغم
أسألت أندلساً .. أعاش أثيلا ؟
……………ـ………….
أهي السفاهة ويل أمك ما ترى
أرأيت أشتاتاً تدوم طويلا
……………ـ………..
أرأيت في دنيا الممالك أمة
قامت على ماضٍ بكته عويلا
……………ـ…………..
كنا وكان المجد في عرضاتنا
يا ويل كنا هل نعود أصيلا
……………ـ…………..
أو هل تعود الشمس بعد غروبها
أتعود من رحم الغروب صَلِيلا ؟!
……………ـ………..
سبِّح لربك بكرة وأصيلا
جعل التمايز صارما وصقيلا
……………ـ………….
لا تلتفت أبدا إلى دنيا الورى
كالخيل تعدو للأمام صهيلا