GuidePedia

((لا تظلميني))
لا تظلميني فإنَّ الدّهرَ قد فعَلا
والشّيبُ يشهدُ يا ليلى إذا سُئلا

والشّامتون يرونَ الحقَّ ليسَ معي
وإنْ حلفتُ وفنّدتُ الذي حصَلا

قد شاخَ جسمي وليْ قلبٌ تمورُ بهِ
نيرانُ تمّوزَ حتّى خلتهُ اشتعلا

مذْ قلتُ باسمكِ لم أحتجْ لأدويةٍ
تستعجلُ الدّهرَ في جرحٍ ليندمِلا

سمراءُ رفلاءُ لو تمشي فمشيتُها
مَشْيُ الغزالِ وليسَ الرَّفْلُ مُفتعَلا

والخصرُ يُبْرِئُ مِنْ داءٍ لساعتِهِ
فيخجَلُ الطّبُّ ممّا عنهُ قد غَفلا

والنّاظرون إلى شعري يحيّرُهم
هذا الرّجاءُ وقد أقفيتُهُ غزَلا

والشّعرُ ينظرُ من منظارِهِ وَلَهُ
رأيٌ يخالفُ مَنْ يستوحشُ الجُملا

لاخيرَ يُرجَى منَ الأحلامِ لو بقيَتْ
طيَّ الجفونِ وما جدَّتْ لتكتَحِلا

والوهمُ يجعلُ قربَ الحقِّ عالمَهُ
فينكرُ الواقعُ الملموسُ ما جَعَلا

والغيبُ حصنٌ على أسوارِهِ حرسٌ
لا يفتحون قُبَيلَ الوقتِ ما قُفِلا

وَكمْ تهبُّ على الإنسانِ عاصفةٌ
في يومِ صحوٍ فيهوي فوقَ ما أملا

أَو كمْ تشقُّ على النّسيانِ حادثةٌ
فيهزأُ الذِّكْرُ بالنّسيانِ إذْ فَشِلا؟

يا معشرَ الشّعرِ من قرّاءِ قافيتي
هل يعتقُ الدّهرُ مَنْ جاراهُ مُرتجِلا؟

إنّي أُدحرِجُ من فجرٍ إلى غَسَقٍ
عمْراً تثاقلَ حتّى ناهزَ الجَبَلا

ففارقتني دُعاباتٌ تميّزُني
وما رضيتُ ولكنْ جلَّ مَنْ كَمُلا

وكبَّرَتْني سُويعاتٌ إلى هَرِمٍ
فباتَ عمريْ إذا أَحصيتُ مُشتَكَلا

والأمرُ للهِ في دهرٍ يعاكسُني
أَنّى قصدتُ منَ الأيّامِ مُرتحِلا

إنَّ الطّفولةَ في الإنسانِ قابعةٌ
وما تغادرُ حتّى يبلغَ الأجَلا

والمرءُ يعجلُ في إدراكِ غايتهِ
واللهُ يحكمُ والسَّبَّاقُ مَنْ عدَلا

المشاركات الشائعة

﴿ الخَيرُ في الحبِّ ﴾ ✍ الشاعر فؤاد زاديكى

الخَيرُ في الحبِّ أنْ يسُودَ الحبُّ قلبًا نِعمةٌ إنَّهُ يُرضِي إلهَ العالَمِينْ منطقُ الحُبِّ انفِتاحٌ دونما وَجهِ تَعكيرٍ على نَحوٍ حزِ...

 
Top