دمع تحامى في عيون سحابي
وتحاملت في نزفه اكوابي
وتقطعت سبل السلامة بعدها
واستوقفت ايامها لعذابي
مذ اطفأت شمس الاصيل ضيائها
وتلفتت في دمعها اهدابي
وتوردت خجلا شفاه حبيبتي
وتنكرت وصلي خدود شبابي
لامست في طرف الرداء عطورها
وتهامست في لثمها برضابي
وتسامر الكف المطوق خصرها
وتعالت الصيحات للاحباب
واستفرغ القمر المنير عطوره
بعض الهوى يستفرغ الاطياب
كسفينة مخرت ببحر هائج
تهب السماء رعودها لعذابي
تحت العباءة سامرت بقطاتها
تلهوا فتدمي شدوها المنساب
كم من ضفائر غازلت اردافها
وتهامست في نحرها العابي
كم من بلابل فارقت اطيافها
وتلهفت في مسكها اثوابي
لكنها مدت جناحا نحونا
وغفت ضفائر شعرها المنساب
لامسك للقمري في جنباتها
وترفرف الاطيار في محرابي
فالخمر من دن تساقيه النوا
والحزن ماتلهو به انحابي
والخيل ترقب فارسا يصحو لها
ضاعت خيولي وارتمت اعنابي
ثم انقضت كل المواسم بعدها
لم يبق الا الحرب والاسلاب
بعض المساءات ارتوت من عزفها
والبعض ينعق مرعبا لغرابي
والبعض يرسم في السماء طيورها
والبعض ياتي مثقلا بسحابي
وكان لون الدمع تغرفه لنا
كف تعالت في السما لعذابي
ولانني كسل فيضربني بها
ويزيد من ارقامه مغتابي
ولان ايامي سراع نحوها
ضاعت بوسط مجاهلي ابوابي
فتلفتت ريح الشمال بثلجها
ودفاق قلبي من سموم لهابي
رمقت عيون الريم امي ثاكل
واستوقفتها حنضل بشرابي
وتعانقت سبل الشرور بوجهنا
وتحز في اجسادنا الاغراب
والخنجر المسموم تحت عبائة
ودوي صوت المزن في اعصابي
ولانني كالبدو ارقب ناقتي
عل الفصيل يسير قرب هضابي
لازلت ارقب ان تدوم نعاستي
كي لا افيق فتبدأ الانحاب
فيفيقني صوت الصراخ ولوعه
ويسوقني غصبا الى محرابي
وكانني لم احض يوما باللقا
وكانني لم التقي بشبابي
وكان ميزاب السماء تحدرت
فوق الخدود لتبدأ الالعاب
غفوات ذاك العمر صرن مهالك
ومياهه ملفوفة بسراب
وكان اردية السماء جميعها
قد لفها الاشياخ بالاثواب
لتكون زادا في مسيرة عمرنا
ان ضاع في وسط الفلا اكوابي
ضاعت بموطننا ملاعب صبية
وتبدلت في طيرنا الاسراب
صارت لاطيار الصباح مخالب
واستبدل الاطراب بالانحاب
واستبدلت سحب السماء مياهها
بقذائف ترمي على ابوابي
واستل منا الخوف رجفا قاتلا
وتعالت الصيحات في محرابي
هل صار ظل الموت يرقب غفوتي
ام يرتقبني ادن من احبابي
ام انه لم يكتفي بمدامعي
فتنال مني انة الارعاب
فتعمد الاوحال راسي والدما
وتذيقني العبوات طعم عذابي
لتفز من كفي ضفائر غفوتي
ويضيع في صوت القطا اسلابي
ويغادر القمري مني جافلا
وكانني لم الهه بشبابي
وكان ذاك البوح محض محطة
ترك القطار مياهها لسرابي
وانسل في جنح الضلام مغادرا
ترك القبيلة خلفه بلهاب
واختار ان يحيى حياة مكرم
او ان يموت بعبوة الارهاب
او تخترقه رصاصة في ضلمة
لم يدن راميها الى ابوابي
وبضلمة الليل البهيم تلفه
كلمات همس جئن من اغراب
شيت العساف// /