﴿ غربة وطن ﴾ ✍ الأستاذ محمد كركوب

غربة الوطن
ــــــــــــــ ــــــــــــــ
حتموا علي
ترك الوطن
الغالي الحبيب
بكل تعسف شديد
فغلقوا علي
الحدود بالنار
و حتى بالحديد
فما لدي حيلة و لا حلا للعقدة
و لو تستفيظ
فصبرا جميلا على فراقك 
يا أرضي و أرض الجدود
فلا حدود  لك يا وطن الحبيب
أفديك بدمي بروح 
و بالنفس و النفيس
فإنا أهلي و شعبي
هم لك فداء و مصيرا
حتى يستفيق العالم
و تتحرر فتقرير المصير
فلا تخيب يا غالي ياحبيب
فمالدي عنك بديل
إلا أرض الرحمن
فيها أصول وأجول
فلا يعاتبني عليها عدوا
و لا نكيرا للأصل الأول
حتى تتحرر و تستنير
فما يبقى في الوادي
من استأصل هويته
و كل ظالم و إنسان عنيد
ضل السبيل في هذا الوجود
و صار العدم نفسه
للتحول عن الطريق المستقيم
و التغيير للسنة فلا يستقيم
و ما هو بأصيل
فصار العدو بلا ضمير
و لا وعي و لا انسجام كبير
فصار هو العليل
فلا يحترم الصغير
و لا الكبير و لا الشيخ
و لا الحرمة و لاحتى الفقير
فما له إلا الكيد و النكيد إلى يوم الوعيد
فقاوم ببسالة و لا تحيد
و لا تتراجع عن الحق
و الحق دوما سوف يفيض
فإذا زاد عن حده انقلب لضده 
فيفجر الأرض و ما عليها
بل يزيد و لا تترك العدو يشيد
و لا حتى يصطاد فريسته
حتى يأتي يوم الوعيد
فلا تفشل كي لا يذهب الأمل هباء
و يصبح الحل قريبا لا بعيد
فصبرا على البلاء فالنصر ما هو ببعيد
بكل فخر و شجاعة
يتحقق النصر بكل رجل عنيد
و الذي على الحق لا يحيد
و بكل صرامة يصمد
فلا يهمه جلد الجلاد و لا قسوة الجليد
فالنصر ماهو ببعيد
فتوكل على الله في كل بلية
و قل أن لا إله إلا أنت
سبحانك رب إني كنت من الظالمين
يفرج عنك و يأتيك النصر
من حيث لا تنتظر و لا أحد يجيب