حورية الليل/
لثمت مياه البحر خديّ القمرْ
فتأهب البدر الملألأ للسهرْ
نثر الضياء على الجمال كأنه
تبرٌ يسيل لفي تقاطيع الغجرْ
وغدت نجوم الليل تستر وجدها
في المزن ترسل لحن أشواق الوترْ
حورية الشطآن تنثر طيبها
والموج خلف ضلوعه يخفي الصورْ
فتعانقت والبحر مثل حبيبةٍ
تندو اشتياقا والحبيبُ على سفر
وتعمدت في الماء حتى مسّها
وهن العناق فبات يغشاها النظر
فرّت إلى الرمل النديّ ترومه
والماء ينثر مثل حبات الدرر
فتململ الرمل الشقيّ، وأحرقت
أقدامها حين التقت حُضن الخطر
فغدى يدغدغ كل شبر لاثما
ما غاب عن عينيه منها أو حضَر.