﴿ الغصن يضمد جراحه ﴾ ✍ الأستاذ جميل كيلاني بن حسن

الغصن يضمد جراحه
ــــــــــــــ ــــــــــــــ
تغمدت الغصن أحزانه
فارق الروض غصبا
في قلبه ملح العبرات
يجري في شرايينه
مشعلا ألما..
يوم أتى كان للوجع
توأما
واليوم هو توأمه
تكسرت مواويل الفرح
على جنبات الفراغ
صدى يجذبه رصيف الصمت..
الغصن يضمد جراحه
ينسج من الدموع
شموعا خلف زجاج الليالي
باغتته المسافات
أضناه النأي..
أربكته الطرقات..
وحين بدأ يبرعم
داهمته المتاهات
آهات على متن الشجن..
نهش في جسد أمل مورق..
تحت لحاء وجوده..
الغصن على جناح البعد
يسرج مطايا الحنين
وعلى بساط الريح يلقي بالزمن..
يرنو إلى شجرته
رجوعا
لكأن العالم غيمة حين
أحس ضيق تربته
غربة تغرقه في الشوق القاتل
ماأحب الإنبتات يوما
لكنه غصن بائس
يمقت الدخان والحطب
و خيوط السراب..
الزهرة لن تذبل غدا،
غدا يكون الشذى
أقوى..
الفجر القادم من الربيع
ليس ضيفا
هو الفجر الدائم
في نضارة الفرحة العارمة
الغصن يضمد جراحه
لن يحترف الذوبان
تحت جدران الهجر
لن يتداعى للسقوط
هو يشبه نفسه في
خضرته
يرد نهر التفاؤل
يقتني بلسما شافيا
يوطد علاقته بالقمر ..
بالورد..
يعبر حدود الماضي
عبر حاضره إلى المستقبل القريب
والبعيد..
إلى اخضرار
وازهرار دائمين
جميل أن تندمل جراح الغصن
دافئ جدا ذاك الحضن
وشيق أن يعود إليه.