شارع الحنين
ــــــــــــــ ــــــــــــــ
يا شارع الحنين...
كم سرت على أديم أرضك...
وأنا أدرف الدمع الحزين...
ودقات قلبي تحكيك...
الألم الدفين...
قل بالله عليك...
أما روتك دموعي...
ودموع السائرين...
طول الأيام و السنين...
يا شارع الحنين...
تعثرت الخطى...
والسير في دروبك...
لم يوصل إلى اليقين...
لا أدري كيف سرت على أرضك...
وكيف شقت الخطى طريقها...
وهي تخطو خطوات التائهين...
تتعثر وفي حفرك تسقط...
ولا يوما رحمتها...
ولا رحمت قلوبا...
كانت لك من المتوسلين...
...
يا شارع الحنين...
يا مهد صباي...
يا معزوفة الناي الحزين...
كيف سرقت أرجوحة طفولتي...
وقلت ذاك مكتوب على الجبين...
كيف غيرت تفسير أحلام مذكراتي...
التي كتبتها في ليل طويل...
بشغف اهاتي...
وبهجة كل الفرحين...
يا شارع الحنين...
أين صور مذكراتي...
رسوم لوحاتي...
التي رسمتها...
بألوان طيف تطلعاتي...
ووثقت معي بها عهدا...
وكنت عليها من الشاهدين...
يا شارع الحنين...
يا رفيق خطواتي...
يا قصيد أبياتي...
يا قافية أشعاري...
التي تصدح بالحنين...
كم تمنيت أن يطول السير...
وأنا بين أحظانك...
يلفني نسيمك العليل...
وبربوع خباياك...
أعانق السماء...
وأفرش الأرض...
أقحوانا وياسمين...
طول عمري...
وعمر السنين...
فخيبت ظني...
وملات نفسي ضجرا...
والقلوب حزنا...
حتى أضناها الحنين...
يا شارع الحنين...
كلك ضباب...
وسماءك تنذر...
بالطوفان اللعين...
فكم جرف طوفانك...
جسور قلوب...
كنت لها من الظالمين...
وتحول ثرابك تحت أقدامها صريما...
وأصبح السير فيك...
ألما حرمانا اشتياقا...
وعذابا لكل السائرين...
يا شارع الحنين...
تمنيت أن أرى بساطك يوما...
مزركشا بألوان تسر نظري...
وتبهج أنظار الناظرين...
ولا أرشف على دروبك دمعي...
ولا أرى عيونا...
تذرف سيول دمع حزين...
ولا أتركك تستأصل عن قلوبها الوتين...
بعدما أخذت كل شيء منها باليمين...