لَا زِلْت اُكْتُب
وَهِيَ مِنْ تَمْنَعُنِي
تَحْضُر بَيْن الْحُرُوف لتقمعني
تُرِيدُ مِنْي الابْتِعَادَ عَنْهَا
بِاَللَّه كَيْف اِبْتَعَد وَهِي تَرْجِعْنِي
أَنَا فِي حَالَةِ مِنْ السُّكَّرِ وتسمعني
تُرِيد سَمَاع صُراخِي لتخضعني
تُرِيد كُلّ كُلِّيٌّ حَتَّى اسْمِي هِي
مِن اخْتَارَت الِاسْم لِي ليتبعني
وَكَان الْحُرُوف عبيدها تدفعني
إلَى الْجُنُونِ بِهَا وَالْحَبّ أَوْجَعَنِي
حَتَّى أَدْخُلَ فِي حَلَبَةِ الْمَوْت بِهَا
عِشْقًا وَأَمُوت وَهِيَ مِنْ يَرْفَعُنِي
أوَّاهُ يَا نُور وَالَاه لَظَاها يلذعني
تَحَرَّق كَبِدِي وَقَلْبِي ثُمّ تَمْنَعُنِي
مِنْ الْوُصُولِ إلَى الطَّبِيبِ حَتَّى
يُعَالِج احتراقي مِنْهَا ثُمَّ يَتْبَعُنِي
يَقُول الطَّبِيب وَالْقَوْل روعني
أَمَّا عَلَيْك الْفِرَارِ أَوْ الْبَقَاءَ طمعني
بَقِيَت دَاخِلٌ قَفَص صَدْرِهَا أَسِير
حَتَّى أُطْلِقَت آه وَاحِدَة تخلعني
ويلها مِن مجرمة الْوَيْل اشبعني
خَوْفًا ورعبا مِنْهَا والْهَجْر أَفْزَعَنِي
إمَّا أَنْ أُفَكِّر بِهَا هِيَ أَوْ مَصِيرِي
إلَى أَجْزَاءٍ مُجَزَّأ أَشْلَاء تَقْطَعُنِي
ولَكِنْي أَحَبَّهَا وَالْحَبّ قَد جرعني
مِرَار السِّجْن بِصَدْرِهَا ثُمّ أَوْدَعَنِي
كَطِفْل يَبْكِي جُوع الْعِشْق لَهَا
فَرَأَى الْحِلْم هِي أَخَذَت ترضعني
مِنْ ثَدْيٍ يَدْر الْحَبّ نَار و تلسعني
يَكْفِي الْمَوْتَ بَيْنَ رَاحَتُهَا شجعني
عَلَى البَقَاءِ حُبًّا لَهَا وَ الْهُيَام بِهَا
خَوْفًا مِنْ مَصِير الْجِنّ يصرعني
عُمَر الْخِيَام الدِّمَشْقِيّ
إِسْتَنْبُول المنفى