بعنوان: أين نصيب الجياع
يا من أكلتم لحم العيد...
واخترتم لباس العيد...
من ثوب جديد...
واذخرتم اللحم في أكياس...
ليوم بعيد...
وفيه حق...
للسائل والمحروم...
ويتيم وأسير...
وابن شهيد...
فأين نصيب الجياع...
أين فرحة أيتام الضياع...
أين أنتم يا من طفتم بالكعبة...
وصليتم في البقاع...
وكل سنة سفر في عمرة...
حبا في التسوق والاستمتاع...
فأين أنتم من آية الله...
إنما نطعمكم لوجه الله...
فهل عميت عن الآيات الأبصار...
وغضضتم النظر...
عن امرأة تبيت في العراء...
تفرش الأرض وتلتحف السماء...
على مدى الأيام والأعوام...
وفتاة بدون مأوى...
رماها ذفئ الحظن....
لبرودة الأحضان...
وأضحت تتمرغ في حمأة الأقدار...
تبيت تنهش لها الكلاب العظام...
وثكلى لم يعد ابنها بطعام...
ليسد به رمق الأيتام...
وأسيرا تنتظره يوم العيد...
مشنقة الإعدام...
فأين أنتم أيها الأقوام...
أين الإحسان...
أين الجود...
أين الإكرام...
هل توارت مع الآباء والأجداد...
أو مع سالف الأقوام...
أم رحلت مع رجل....
مقدام شهم همام...
أو ذفنت مع حاثم...
الذي قضى العمر يرحب...
بكل من مر على الديار...
يفشي السلام...
ويقدم الطعام..
فكيف تغيرت الأحوال...
لبعض الأقوام...
يتصدقون بما بقي من لحم...
على العظام...
باسم السنة والصدقة....
والجود والإحسان...
أهذا ما أمر به القرآن...
وأوصى به خير الأنام...
هل تغيرت المفاهيم...
وعميت الأبصار...
يطعمون بطون الأغنياء...
وأصحاب الجاه الأثرياء...
ليزدادوا علوا وفخرا...
وجاها وقربا...
وصدوا الظهر...
على الفقراء صدا...
وابتعدوا عنهم...
مسافات بعدا...
يخافون أن تنتقل إليهم...
عدواهم فقرا...
وتناسوا أن الإنسان لا يملك...
إلا ثوبا وقبرا ولحدا...
مهما أوتي في الحياة...
من مال وولدا...
فكفانا يا قوم...
لأناس الحرمان ظلما...
ولا أحد من أحد...
عند الله أفضل وأغنى...
الا بما تزود به من ثقوى...
فهو العالم بالأحوال...
ومهما بلغنا من علم...
لا نحيط بعلمه علما...
وأما الثكلى...
وابنها الذي لم يعد بالطعام...
ليسد به رمق الأيتام...
وأما الفتاة...
التي رمتها الأحضان....
وأما الأسير...
الذي تنتظره مشنقة الإعدام...
قد أحطنا بهم علما...
فسامحني وسامحكم الله...
على ما أحطنا به...
وعلى من لم نحط به خبرا...
رشيد العلمي