كان الحديث / للأستاذ سجاد الحجي /

كانَ الحديثُ عن الأزهار جميلاً
وكنتُ كُلَّما أخلد للنّومِ إحمرّتْ وجنتيَّ
كانَ للجوريّ الحظّ الكبير
ولِوسادتي دفءُ الرضاب
على ما أذكرُ
كانَ ذلك في ليلةٍ مثلقةٍ
بصراخِ طفلةٍ في القريةِ
لا أتذكّرُ في أيّ سنةٍ
كل ما أتذكرهُ
أنَّ غيمةً باردةً بوقتها أحاطت الطرِيق
وأنَّ ثلاث غزلان هاربات مرّوا مِن جانب بيتنا
ذلك فقط
لا أتذكر
إنّما أتخيل بأنَّي سمعتُ ضجيجاً
يأتي لي من شمال الغابةِ
كانَ على ما أعتقد سقوط نجمةٍ
أو ربّما نيزك
أو شجرةٌ كبيرةٌ
ربّما
لأنَّي في الحقيقةِ لم ألفت أيّ أنتباهٍ
لكل شيءٍ يسقطُ في آخر الليلِ
أحبُّ أنْ أتوسّدَ يدي
وأنْ أدفع بقلبي خطوةً إلى الأمام
مِن الخطأ إطالةُ النظر إلى النوافذ
بينما الضَّبابُ كثيفٌ
والبردُ قارسٌ للغاية
والأهوَال قصةٌ طويلة تُحرقُ بها
النسَاء اللَّواتي أجسادهنّ هَزيلة
مثل اللَّيالي التي تذكّر الأزواج
بالعودةِ باكراً
والفرص الثَّمينة
ربّما
لأنَّي في الحقيقةِ لم ألفت أيّ انتباهٍ
لكل الأصواتِ التي أسمعهَا في الّليلِ
ولم أجد الوقتَ الكافِي لخروجي للحياة
أو أنْ أدخل الهواء لرئتي من نافذةٍ كبيرةٍ
كانَ الحديثُ عن الأزهار جميلاً
لم أتذكرْ في أيّ سنةٍ
لكن أظن أنَّه كانَ في ليلةٍ مثلقةٍ
بصراخِ طفلةٍ في القريةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجاد الحجي العراق بابل