اُرْسُمِ السَّعادَةَ...
اُرْسُمْ مِنَ الْبَسَماتِ وَجْهَ سَعيدٍ
إِنَّ السَّعادَةَ تَسْتَلينُ جِبالاً
وَانْقُشْ عَلى صَفَحاتِ قَلْبِك وَشْماً
بِالصّالِحاتِ تَعِشْ بِتِلْكَ جَلالاً
وَامْحُ الْأَسى بِفُكاهَةٍ تَتَمَلَّى
بِالْأَجْرِ وَالْحَسَناتِ تَرْقَ كَمالاً
يا حامِلَ الصَّخَراتِ اِمْشِ هُوَيْنى
لَيْسَ التَّعَجُّلُ في الْقَرارِ جَمالاً
وَاذْكُرْ كَتائِبَ مِنْ ثَباتِ هَواها
صارَتْ بِذي الْفَلَواتِ أَحْسَنَ حالاً
وَاصْمُتْ فَصَمْتُكَ إِذْ يَهونُ كَلامٌ
خَيْرّ مِنَ الْكَلِماتِ يُعْطِ مِثالاً
يا كاتِمَ النَّزَعاتِ إِنْ هِيَ فاضَتْ
مِنْ صَدْرِ صاحِبِها تُصَبُّ جِدالاً
وَاهْجُرْ مُعاشَرَةَ الْبَخيلِ فَهَذا
يُلْقي بِكِذْبَتِهِ عَلَيْكَ نِبالا
يَمْضي بِكَفِّ سلامِهِ بِجِهارٍ
كَيْ لا تُحاوِرَهُ فَيَدْفَعَ مالاً
حَيِّ الْكَريمَ إِذا طَلَبْتَ نَوالاً
كانَ الْمُبادِرَ في الْعَطاءِ هِلالاً
خَيْرُ الرِّجالِ فُؤادُهُ يَتَحَلَّى
بِالصَّالِحاتِ مِنَ الشَّمائِلِ شالاً
لا أَسْتَسيغُ حُروبَنا بِدَهاءٍ
إِنَّ الدَّهاءَ بِأَرْضِنا يَتَسَلَّى
كُنْ كَالْحَمامِ بِسِلْمِهِ يَتَجَلَّى
لا كَالذِّئابِ بِشَرِّها تَتَمَلَّى
هَذي مِنَ الدُّرَرِ النَّفيسَةِ خُذْها
تَسْمُ الْخِلالُ بِفَضْلِها تَتَعالَى