ملامح جوفاء / الشاعرة سعاد شهيد /

نص بعنوان / ملامح جوفاء
صدفة فتحت ألبوم صورنا
تلك التي توثق لتاريخنا
تلك التي كانت تجمعنا
يوم كنا توأمان
يوم كنا للعشق نبع الحنان
تلك اللحظات أعيدها
ببسمة حزينة يمر شريط الأحداث
عفوا سيدي
نزلت قطرات من دموعي
بللت ملامحنا
كأنها تقول لها
انهضي من سبات
هيا عودي للحياة
أعيدي كل ما فات
تمر الذكريات
ضجيجها يرهقني
غصة في قلبي
أحسها خنجر ينخر الدقات
آه يا زمنا فات
ترك لنا الآهات
و بعض من الصور
و ملامح جوفاء
غابت عنها الحياة
ليت الزمن يعود
يعيد عطر الوجود
يعيدنا لعش
أصبح أطلالا
تسكنه غربان الندم
تسكنه الآلام
فقط بين يدي الآن
صورنا
نحن من فيها نعم
لكن نحن سكننا
صقيع الجليد
أصبحنا بلا حراك
رائحة تراب القبور
تزكم أنفاسي
تخنقني
تقتلني
تخبرني أن مكاني مع الأموات
مع كل شهقة هواء
ضجيج الأسئلة
سياط تجلدني
كيف حدث و صار؟
كيف أصبحنا ماض!؟
كيف مزق أيامنا
و قد كنا
مثالا للوفاء
و قد كانوا يضربون بنا الأمثال
منهم من سمانا قيس و ليلى
و منهم من سمانا ولادة و ابن زيدون....
لكننا اليوم رفات
فتات على طاولة الذكريات
بقلمي /سعاد شهيد