ونسيتُ قبلَ الرحيلِ
أن أسألَك:
ماذا أفعلُ حينَ يشُجُّ
النَّبضُ قلبي شوقًا إليك
حينَ يختبئُ شهيقي
يرتَقِبُ زفيرَ حياةٍ مِنك
أخبِرني..
إلى متىٰ أُصارِعُ أدمُعي
كي لا تنهمرُ حنينًا إليك
مَن يُداوِي جُرحًا بين أضلُعي
يأبىٰ أن يندَمِلَ إلَّا بك
أخبِرني..
هل يصِلُكَ نِداءُ رَوحي
-أنا اشتقت إليك
وغامرتُ بالإبحارِ في
تفاصيلِك
انغمستُ والِهةً عبرَ بحرِكَ
الهائج
يحييني مدُّكَ و يُفتِّتني جَزرُ
غيابك
ملكتَ جوارحي وأيقنتَ
بقائي
تركتني وحدي وسطَ
دواماتِ عنادك
فغادرتُ قاربكَ ولم أعُد
قيدَ انتظارِك
وكأن شيئًا لم يكن
عُدتَ نادمًا دونَ اعترافٍ
مُتأخرًا أتيتَ كعادتِك
ماتَ قلبي إلا مِن نبضٍ
يُصارِعُ كبريائي
وما مِن سبيلٍ إلى نسيانِك
بالسواد موشومٌ ولا يليقُ
بغيرِكَ مقامٌ
بيدَ أنَّ الجُرحَ غائر
وتلكَ رَوحي أَبَت أن تفارق
صفحةً ما استطعتُ انتزاعَها
فطَوَيْتها
أغلقتُ عليكَ أبوابَ فؤادي
وغادرتُ دونَ التفاتٍ
ونسيت قبل الرحيل
أن اسألك
ماذا أفعل كي أصبر
على غيابك
موسى الطريفي