[مجزرة التوخار]
كانت تنامُ بغفلةٍ يومَ الردَى
تَدعو الإلهَ بحفظِها وتُتَمْتِمُ
قد أجمعوا أن التنحِّي واجبٌ
عن لجَّةٍ فيها الرصاصُ يُحوِّمُ
أخذوا الشمالَ توجّساً لنجاتِهم
ظنُّوا السلامةَ بينهم تَتَجَسَّمُ
كانت جموعُ القومِ جُلُّهُمُ النسا
وصغارُهُنَّ عن الرضاعةِ تُحجمُ
مثلُ الظباءِ تناوبتْ أخدانَها
همساً يزيلُ مخاوفاً تَتكتَّمُ
حتى القليلُ من الرجالِ تنوبُهم
بعضُ المخاوفِ تارةً أو تَهْجمُ
حتى إذا مرَّ الهزيعُ الأوَّلُ
من ليلِ صيفٍ مرَّ فيه العلقمُ
حامتْ ذئابُ الغدرِ فوقَ ربوعِنا
وتناثرتْ أشلاؤُهم والمِعصَمُ
قالوا (التحالف)جاء ينصرُ أهلَنا
مَنْ ذا يُصدِّقُ غازياً يَترحَّمُ؟
أحفادُ(غورو)عاوَدُوا كَرَّاتِهمْ
وَلِذِْكْرِ تاريخِ الجلاءِ تَكَتَّمو
(رافالهم) دكَّتْ بيوتَ العُزَّلِ
وبنارها راحتْ تَئِزُّ وتَهدمُ
مئتان منهم فارقوا في لحظةٍ
أمّا النجيُّ بجرْحهِ يَتألَّمُ
يا ويلَ قلبي من صغارٍ يُتِّمُوا
بل قلْ رضيعاً لا يزالُ يُغَمغِمُ
وصراخُ ثَكلى قد تكونُ ترمَّلتْ
وأنينُ حيٍّ في الركامِ يُدمدِمُ
هي نكبةُ(التوخارِ) بل مَجْزرةٌ
هزَّتْ ضمائرَ شعبِنا وتألَّمو
وتَصارَخَتْ أشلاؤهُم تَسْتَهْجنُ
عبرَ التواصلِ تستجيرُ وتكْتُمُ
وتعانقتْ في جَدْثِهمْ تَشكو الإلهَ
جورُ الغزاةِ وغدْرُهُم يَتزاحُمُ
توخارُنا نعمَ الكرامَ أناسُها
يلقوكَ دوماً والبشاشةُ تَبْسُمُ
بل نهرُها الساجورُ زادَ عبيرَها
و بخيرهِ وجمالهِ تَتَنعَّمُ
او دُوحُها الغنَّاءُ يلثمُ ثَغْرَها
والزيزفونُ مُعَطّرٌ يَتَبَسَّمُ
أدعو الإله تَذَلُّلاً وتَضرُّعاً
ولكلِّ نفسٍ أُزْهِقتْ أترَحَّمُ
وبحفْظِ مَنْ لازالَ يحيا عاثراً
مِنْ كلِّ شرٍّ غادرٍ قد يَنجُمُ
بقلمي(((خالد إبراهيم) سوريا / حلب
هذه المجزرة حصلت في قريتي (التوخار الكبير)
الواقعة شمال شرق حلب على نهر الساجور
ونفذتها طائرات التحالف الدولي
وراح ضحيتها أكثر من مئتي ضحية عدا الجرحى