صورتي / للأستاذة سعاد شهيد /

نص بعنوان /صورتي
هي أنا و لست أنا الآن
هي لحظة من زمان و مكان
هي شيء من أنفاسي
تحمل قطعة من ذاتي
همسة من وجودي
صورتي
هي عطر كان في أوان
تحكي فيها عيوني ربما لحظة حنان
صمت الثواني صخب الألوان
هي قطعة من قماش روايتي
من غزل فستان الأيام
كان لثوان
ربما كانت ابتسامتي
تحكي إفكا سعادة من أوهام
لعدسة ترسم عالم الأحلام
و ربما أفشت عيناي أسراري للعيان
فتنت علي رغم أضواء المكان
هي صورتي
فيها شيء من الصدق و ملامح تحكي للزمن
في رمشة عين تاريخ من مروا و عطور كل الفصول النيام  
التقطت عدس الكاميرا فترة لورقة مغامرة
كانت تعشق الطيران
رصدت سقوطها من سماء الأحلام
هي أنا و لست أنا الآن
صورتي و مرآتي صراع مع ذاتي
و أنا أنظر إلى صورتي
أتساءل كيف مر تاريخي
كيف تسلل من أنفاسي
و أنا أنظر لمرآتي
أشكك في ملامحي 
أُسائلها من تلك التي في رحمها
تلك التي تسكنها تحتويها
بصمت يزلزل جبال الصبر في الأرحام
يجعلني أتمنى لو تجهضها
تتنكر لملامحها
تخفي تلك الندوب
تخنقها
تلفظها كما يلفظ البحر الصفات على الشطآن
حزن يسكن الأجفان
بهت اللمعان
ماتت الأمنيات
رحل عنها الآمان
حتى الإبتسامة
غطاها غبار الأشجان
كأنها دمار، كأنهابقايا إنسان
فتات ورقة تحت رحمة دودة الأعوام
و مازلت أتساءل أين هي ذاتي
هل هي ذاك الطيف النائم على شرفة من ركام؟
أم هو ظل على هامش حكاية الأيام؟
أم سحابة عاقر في سماء من أوهام؟!؟!
أم وكر عبثت الرياح بخيوطه
أضاعت آثار العنوان؟!
......... .؟!
سعاد شهيد