أنين الأرواح
كبيرة هي أوجاعنا...
مأساة هي أوضاعنا...
ولا من يواسينا...
نمشي والإملاق...
أثقل ممشانا...
نناشد نصيح...
ولا من يسمع صدانا...
نسعى ولا من يزكي مسعانا...
فكيف السبيل للقمة عيش...
نسترجع بها قوانا...
ولدواء يضمد جراحنا...
ولطبيب يداوي داءنا...
فهل لسبيل للانعثاق...
يفك قيودنا...
تعلو به همامنا...
نجدد به مسعانا...
مؤلمة هي أوجاعنا...
تفنى الأرواح...
وألم أوجاعنا لا تنتهي...
يتوقف نبض القلوب...
وحسرة القلوب نبضها...
لا يتوقف ولا ينقضي...
تجف الدماء في العروق...
وأنين النفس بالاوجاع...
في الدماء يسري...
لا يزول ولا عنه يرحلي...
ينقشع سواد الليل...
والكيان به ظلمة لا تنجلي...
فمن يضمد الجراح...
ويصغى للصياح...
من يبدد الأفراح...
ويدق الطبول...
ويقيم الأفراح...
فمتى يتوقف...
نزيف الجراح...
ويعود النسيم العليل ليهب..
كما كان يهب في الصباح...
والذي غاب يوم غاب...
عن الأمة يقين الصلاح...
تعاسة هي أوجاعنا...
منذ غاب الأمان...
واستوطن اليأس القلوب...
حتى وصل العنان...
فهناك من استهان...
بمن مد يده...
طالبا الإحسان...
وهناك من استدار...
وصد بظهره وخان...
وتعالا وتبخثر...
ومشى مشية طاووس...
ريشه مزركش الألوان...
متناسيا أن لنظيره في الوجود...
عنفوان وكيان...
وما الكيان...
هل هو مجرد وجود لنفس...
تتمرغ في متعة ولذات...
تنعم بالحريات...
بعيدة عن الآهات...
تركب الصافنات...
تحلق في الأعالي...
تعانق نجوم السماوات...
نيران هي أوجاعنا...
حرمان في حرمان...
هو عيشنا...
أمسنا شبيه بيومنا...
يومنا نظير لغدنا...
تتشابه أوقاتنا...
لا جديد تحت سمائنا...
نجدد به آمالنا...
فلا تسمع إلا عويلا...
وصراخا واستغاثة وبكاء...
ولا مسمع لأذان صماء...
تعيش في كبرياء...
تناشد لها البقاء...
تحسب أنها في علياء...
متناسية أنها بدوننا جوفاء...
لا تعرف كيف تحلل نظرية البقاء...
متعددة هي أوجاعنا...
هل هي صيحتنا في الحياة...
نظرية وجودنا حتى الممات...
فأين حقوقنا...
أين ميراث أجدادنا...
أم خلقنا فقط لنسدد أتعابنا...
قهرا وعدوانا...
فقرا وحرمانا...
نمشي على شوك...
أدمى خطانا...
في طريق مسدود...
لا يصل الى مسعانا...
كلها جراح هي أوجاعنا...
فيا ألمنا الذفين...
يا لحن عذابنا...
يا معزوفة الأنين...
الذي نعزفه على نبرات...
الناي الحزين...
فيا محلل أوجاعنا...
وتوسل المحرومين...
هل توصلت إلى نظرية وجودنا...
أم اختلطت عندك...
مفاهيم المتوسلين...
أم أخبرتك أبيات أشعارنا...
ذاك هو في الحياة نصيبنا...
وختمت قولك بالله المعين...
الذي أطرب آذاننا...
على ممر السنين...
وهل نظل نعزف إيقاعه...
حتى يأتين اليقين...
ويتم خثمه...
بخاثم القدر اللعين...
رشيد العلمي