GuidePedia

( هلالُ الشعر )
(أريحُ الصبا هبتْ على زهرِ الربا)*١
أم انّ هلالَ الشعرِ هلَّ فأعجبا
وراود قلباً في خريف فصوله
فأغراه أن الحبّ ما زال مجتبى
وأن بذار البوحِ زهرٌ قطافُها
كأن ربيعَ العمرِ قد عادَ صَيّبا
تروّى رفيقُ الدربِ منهُ صبابةً
يراعي يسومُ الحرفَ مِثلُه ما نبا
ويختالُ كالطاووس زهواً إذا مضى
على الصفَحاتِ الغُرِّ يشرِقُ كوكبا
لئنْ وقَفَتْ عندَ الطلولِ حروفُهُ
رأيتَ قبيلاً قد أناخَ فأطرَبا
ليَصطفَّ جيشٌ والقوافي بهيةٌ
يثيرُ تفاعيلَ الطويلِ لتضرِبا
على وتَرِ الذكرى تموجُ وتنثني
وتُبحِرُ بالآهاتِ لحناً مُطيَّبا
تُحدِّثُ عمّا قد مضى فيكَ جُرحُهُ
وفي كلِّ من أبلى هياماً وأجدَبا
أقاصيصُ إلفٍ بعد ألفٍ وليلةٍ
فيا روعةَ المحكيِّ في العيشِ مَذهبا
أيا شهريار العصرِ في كل محنةٍ
على الحبِّ خبِّرنا جميلاً لنكتبا
ويا سامرَ العشاقِ في كل ليلةٍ
كريمٌ وكم أوحيتَ سحرا مهذبا
خيالٍ يطوفُ الخِلُّ في جَنَباتِهِ
لتستقبلَ الأرواحُ ضيفاً مُحَبَّبا
فيكرمَها كأساً نقياًّ مدامُها
فأنعِمْ بساقيها وقد طابَ مُشرِبا
على كل حال أدمنَ القلبُ شُربَها
تطيبُ كما طابَ النسيمُ وأسهبا
أيا عينُ درّي من مدادٍ كما الندى
فيا روعة الإحساسِ يغري تقلبا
يثير بنا من بعضِ فيضٍ فننتشي
ونطمعُ أن لو زادَ زدناه مطلبا
لواعجُ لا تخبو وللعمرِ فسحةٌ
أيا أيُّها الحادي فأهلاً ومرحبا
لك القلبُ فاختَر ما تشاءُ فنبضُهُ
على كلِّ حالٍ كم تجمَّل مُعرِبا
وصُغْ من عيونِ الشعرِ أحجِيةً لها
تمائمُ تُغري من أرادَ تَقَرُّبا
-----------------
*١: تضمين مطلع قصيدة للبوصيري وهو من شعراء الفترة المتأخرة

المشاركات الشائعة

﴿ الخَيرُ في الحبِّ ﴾ ✍ الشاعر فؤاد زاديكى

الخَيرُ في الحبِّ أنْ يسُودَ الحبُّ قلبًا نِعمةٌ إنَّهُ يُرضِي إلهَ العالَمِينْ منطقُ الحُبِّ انفِتاحٌ دونما وَجهِ تَعكيرٍ على نَحوٍ حزِ...

 
Top