من أشتكي / للأستاذ محمد الزينو السلوم /

مَن أشتكي.؟!
شعر: محمد الزينو السلوم
=================
ماذا أقـول وقـد طغـتْ أشواقي؟
ما عـاد مـا يُـرجى مـن العـشاقِ
سـبحان من أبكى وأسـعـد عـبدهُ
مهما الظمى أشقى يكون الساقي
يا قلب مالك تشتكي؟ صبـراً على
مـا آلَ.. يــومـاً يـنـتهـي بــوفــاق
فأجـابـني مـا عــدتُ آمــلُ عــودةً
فالبحـر لا يـرضي هــواه سـواقي
مـا يـرتجى غـيــمٌ ولا بشـرى به
مهـمـا انتظـرنا الشمس باقٍ باقي
لـيــلٌ إذا مـا طـال لا لـن يُـرتـجـى
أمــلٌ يعــيـــد الشـمـس لـلإشــراق
حـتى إذا مـا نــال مـنّــا لــن نــرى
مهما صبرنا في الهوى من سـاقي
تـتسابـق الأمـواج تـزرع شـطـنــا
شـوكـاً ولا مـنجى عـلى الإطــلاق
فالصخــر يُـدمي بعــد أمـواجٍ لهـا
وقْـعٌ عـلـى العـشـاق عـنـد تـلاقـي
تـتـصـارع الأقـدار في زرع الشـقـا
والدمع يُدمي الـروح في الأعـمـاق
كـالشـوك أحســبـه يـزيــد مـرارتي
ويصـبّ وهـجَ الجمـر في الأحــداق
طـال انـتـظـاري لا أرى جــدوى لـه
يـا قــلــب لا إشـــراق فـي الآفــــاق
ودّعـتهـا والجــرح يـنـزف حـيـنهــا
بـعــد الـفــراق تـزاحـمـت أشــواقـي
وأبـو فـراس عــدتً أذكــر مـا جـرى
أغـنى فــؤادي الـهــائــمِ الـمـشـتــاق
"ناحــت مـطــوّقــة بــبــاب الـطـــاقِ
فـجـرَتْ ســوابـق دمـعـيَ الـمهـــراق
فـشـريـتـهــا لـمّـا ســمـعـتُ أنـيـنـهــا
وعـلى الحـمــامــة عــدت بـالإطــلاق
بـي مثـلُ مـا بـكِ يا حـمامـة فاسـألي
مـن فــكّ أســرك أن يـحــلّ وثـاقـي"
قـد نـلــتَ مـا تـرجــو ولـكــنْ يا تُـرى
بـعــد الجـرى لا لـم تجــد مـن ســاقي
للـطـاق عـدتَ ومـا وجـدتَ رجا بما..
مـثــل الـحــمـــامــة دونـمـــا إطــــلاق
لا لــم تـنــلْ مـا تـرتجـي يـا صــاحـبـي
والســيـف  لا يـجــدي عـلى الإطــــلاق
وأنـا الــذي ضـحّـى وأرخــص روحـــهُ
تـشـريـن يـشــهــدُ.. وانـتـهـى بـطـلاقي
مـا عـاد مـن حــلـــمٍ يلامـس مـهـجـتـي
فـالـقــلــب كـــم عــانـى مـن الإمـــلاق؟
هـو لــم يـزل يـشـكـو ولـكـنْ لــم يـجــدْ
"نجـوى".. انـتهـى مـا بـيـنـنـا بـفــراق
لا لــن أبـــوح بـســرّنـا فـي رحــلـــــــةٍ
مــرّتْ مـــرور الـحـلـــو فـي الأطــبـــاق
لــكــنـهــا بـعـــد الـحـــلاوة أصــبـحـــتْ
فــيـهـــا الــمـــرارة فـي قـلـيــل وفــــاق
مـن لا يـصــون الـحـــب فـي ألـــقٍ لـــه
لا يــرتـجـي مــنـــه ســـوى الإخــفــــاق
أقـحـمـت نـفـسي فـي الـمـتـاهـة عــنــوةً
مـن بـعــــد هـــذا لـــم أطــــر بـبـــراقـي
مــاذا إذا طـــار الـحـــمــام ولـــم يـعــــد؟
والشـمـس مـــا عــــادت إلـى الإشــــراق
والقــلــب أدمـتـه الـجـــراح ولـــم يـجــــد
"نجــواهُ" بــل صـعــــدت إلـى الـخــــلاّق
مـن أشــتـكـي.. والقـلــب يأمـــل عــــودةً
وإذا دعـتـه لعــودةٍ.. هــلاّ يـكــون تـلافـي.
###
*محمد الزينو السلوم       من مجموعة صار الشعر لي وطناً
++++++++++++