وتستطيع الهجران / للأستاذة سعاد شهيد /

نص بعنوان /و تستطيع
و تستطيع الهجران
الغدر و الخدلان
أما حلفت لي أننا توأمان
و أن الفراق محال مهما فعلت بنا الأيام
و أنني نفسك و هواء المكان
و أنني النبض و الخفقان
اتذكر لقاءنا في الجنان
كتابة اسمينا على شجرة الرمان
قلت لي خجلك و حمرة الوجنتان
من حباتها أخذتِ صفاء الألوان
و النجوم في سماء الرحمن
كنت تقول لي انظري حبيبتي
فهي تغار منك تشتعل نيران
معصوبة العينان أتتبع صوت أنفاسك
مؤمنة أنك لن تترك يدي يعبث بها الزمان
كيف استطعت هجر الخلان
اغراقي في الأشجان
تهجير النوم و الأحلام
كم حلمتُ بحضن من بهتان
و كم رسمتَ لنا قصرا من هيام
و كم و كم أمسكتَ يدي
بحرارة و وئام
و همست لي
أبدا حبيبتي لن تغمض لي الأجفان
و أنا بعيد عن عطرك الفتان
عن دفء كلماتك من صقيع الأيام
أنتِ زادي و هدية المنان
آه يازمن الأوهام
جاءت رياح التغيير
أسقطت كل البنيان
كأنه من قش
و كأنه كان في فوهة بركان
لن ألوم قلبي
لأنه في عشقك كان يصلي كالرهبان
بكل صدق و أمان
و لن أسكت نبضي لأنه ضرب من الأوهام
و لأن إحساسي امتزجت به دمائي في الشريان
لكني سأنسى أنك كنت هنا تملأ الأركان
أطرد عطرك من الشطآن
احرق سفن العودة للأحضان
سأكتفي بطيفك زائرا للأجفان
أحاوره
أشتكي له من الحرمان
أشكيك له
عله يبرد نيراني و الهيجان
يشفيني من جنوني و الإدمان
عله يكون منصفا و لو بصمت الجدران
أنا و هو نعيد حياكة روايتنا
نعبث بالنهاية نحذف منها الأحزان
ببراءة الطفولة ننفض غبار النكران
بقلمي /سعاد شهيد