الصِّحةُ تاجٌ
-------------
الصِّحة تاج وبذي تُعظَّمُ التيجانُ
إن زال زال السرورُ وبدت الأحزانُ
تيجانُ الملوك لها بريقٌ زائفٌ نورُه
و لِتاج الصِّحَّةِ نورٌ تُبرقُه العينانُ
فاشكر المنعمَ إن ألبسكَ إياه تفضلا
فما نفع عمرك إنْ لم يتولَّكَ الرحمنُ
وما نفع صحةٍ إن لم تكُ لله مُسَخَّرةً
فانظر القرون كم هوى بها العصيانُ
ذا ظالمّ وذا متكبرٌ وذا طغى متألِّها
همُ الآن ترابّ فاعتبر أيها الإنسانُ
واغتنم حياتَك فالموتُ يأتيكَ بغتةً
كلنا إلى الله راحلٌ ويطوينا النسيانُ
واغتنم صِحَّتك قبل تحسرك لزوالها
فتغدوَ مغبونا ويلازم دربك الخسرانُ
واغتنم فراغك لعمري إنه لمن ذهَبٍ
أتضيعُ ذهبا يافتى وأنت عنه غفلانُ
واغتنم شبابك إنْ كنتَ رجلا رشيدا
وكن لله مطيعا ففي ذا يُكرم الشبانُ
واغتنم غناكَ فالمالُ بين يديك أمانةٌ
وللذين (يُكنِزُون الذهبَ والفضةَ) نيرانُ
هَب أنني يا صاح كنتُ لي ولك ناصحا
فأنا شرُّ الخلق إن لم يشملْنيَ الغفرانُ
رباه بارك بأسماعي و بصري وجوارحِي
وارضَ عني يامولاي أنتَ المنَّانُ الحنَّانُ
ربّاه واشفني من كل سقَمٍ إنني ضعيفٌ
وأفرح قلبي برضاك علَّها تذهبُ الأحزانُ
محمد حميدي .