﴿ نداء إلى رجال الحق ﴾
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي الخيل رأس الخير فانتبهوا
إن المروءة في صهوة الفَرَسِ.
وكم علمنا من وصايا مَن سبقوا
أن العزائم تؤتَىَ بالسيف والقوسِ
ومالشجعانُ في أرض الوغى عُرِفوا
إلا بصهل الخيل في زَفرة الدهسِ
فكونوا يارجال الحق كونوا
كما الخيلُ بالفرسان تعدو بحسِّ
إنَّ المروءة في العربان تأسو
كل الجراح ببعض العزم والحدَسِ
وما علمنا أوطاناً بناها بنوها
فتركوها لقمة في موائد الخِسِّ
فلن نقول صبراً فالصبر يعدوها
ويطلب الصبر منا همة الأمسِ
نحن رعاة على الأوطان نرعاها
لانرعى فيها كما ذَوُو الجَرَسِ
نُهِينا من ولاة الأمر أن نصحو
فبئس النوم للأحرارِ بِمُنتَكَسِ
ذاك العراق قطّعوه فما قنعوا
فعرّجوا سوريا دقوها بالرَّمسِ
نرى نزف بغداد والظلم ينهشه
وما لأهلها ناصرٌ سوى الهمسِ
وقد بدل الأعداء منهاج ماضيها
وكنا على التبديل فرقة العسسِ
فلا شاع فيها من كان يرأسها
ولا عاد عنها مَن أضحى بمُلتمسِ
قد جعلوا من العراق أضحيةً
وللكلاب فيها منهاشٌ على رجسِ
نرى كل يوم فيها أفواج مَن كانوا
على أبواب الملوك أشباهاً بلا نَفَسِ
قد مزقوا بالحقد ماكان يردعهم
وتراقصوا على أشعارِ نوّاسي
ياسوء من رسفوا بالبغض مارصفوا
قد عاشوا خُدّاماً والموت كالكأسِ
وذاك لبنان صرخاته صُعِقت
ومزقوا عنه حتى أشعة الشمسِ
والنيل ساقي الأرض نضبت روافده
فهل بقى للعربان قضاً على ضِرسِ
وللحَرَمين لو نُصغي لِما سَفِروا
لعرفنا أنّ الحال لم يُعرَفْ بلا درسِ
فهل نظل بأرجاء البلاد نشدو
وعدا علينا حقد الروم والفُرسِ !؟