GuidePedia

مذ كنت

مذْ كنتُ طفلاً
في شوارعِ حارتنا القديمة
في الأزقة الخرساءِ
في شرايينْ المدينة

مررتُ في خلايا الريحِ
أفتشُ فيها ...
عن لحظةٍ كانتْ منيرة

هنالكَ كانَ أبي ...
يحملُ الرغيفَ
وفي يدهِ  بعض الفطيرة

يقبلُ أطفالهُ من حولهِ ..
ويلهو ...كما الليلُ ...
يحتضنُ الأميرة

ثم يسوقُ الحكايا التي نُسِجَتْ
بلا رتوشْ ...
في عيون منيرةَ

هنالكَ كانَ أبي يحملُ الرغيفَ
من مخبزٍِ بأطراف حارتنا
في تراتيل جديدة

إنني أعلنتُ أنيَّ مذ كنتُ
ذاتَ يومٍ ..
أسرجتُ  القناديل القديمةً ...والجديدة

ثم أتيتُ ...
كي ارتدي ظلَّ صاحبي
لكنني نسجتُ قصتنا ...
في سراياها المدينة

ها هنا يا ولدي
سوفَ أحملُ صورةَ الوقتِ ...
وأمضي كي أقيمَ خيمتنا على ربوةٍ رزينةَ 

فدعني إنني ...
مذْ كنتُ في ظلال العمرِ..
لم أزلْ أخفيهِ سري كما الشمسِ المنيرة

هنا ذاكرةٌ حيرى  
تخفي ما تخفى في عيونِ الآخرين
ثم تعيدُ تاريخنا في صفحةٍ جديدة

هنا يا صاحبي أنتَ
وأنتَ الذي أمسى يعاندُ طيفهُ
يقسمُ الضحكاتٍ في خطاهُ  الدفينة

وأنتَ يا أبي قنديلٌ ...
على تلةِ العمرِ المنتشي
ضحكةٌ  تزاولُ ما تشاءُ ..في الدنياالأخيرة

فدعني أعاينُ فيكَ انشغالي
تراتيلُ عمريَّ المنسوجِ ...
وضحكةٌ رسمتْ ..فكانت قصصاً للمسيرة

فيا أبي أنتَ
وأنت سرُّ انشغالي بالتواريخِ  
فلما أقمتُ مملكتي سَوَرْتُها فكانتْ أمينة

فنظرتُ إلى بعضي ..
كأنيَّ في سرِّيّ المكتوبِ لم أزلْ
أعاينُ فيك نفسي...ثم آخذها رهينة

هنا بعضي يعاينُ ما تبقى
من سرٍّ له أفقٌ تجلى
ولما اشتكى كان المدى يظللها المدينة  
ا 
بقلمي /-محمد نمر الخطيب -اربد -الاردن

المشاركات الشائعة

﴿ الخَيرُ في الحبِّ ﴾ ✍ الشاعر فؤاد زاديكى

الخَيرُ في الحبِّ أنْ يسُودَ الحبُّ قلبًا نِعمةٌ إنَّهُ يُرضِي إلهَ العالَمِينْ منطقُ الحُبِّ انفِتاحٌ دونما وَجهِ تَعكيرٍ على نَحوٍ حزِ...

 
Top