(بين الطرس والقلم )
قد أزهرَ الحبُّ بين الطرسِ والقلمِ
هل يخلقُ الحبرُ موجوداً من العدمِ..؟!
فكري وفيضُ أحاسيسي هما رسما
فما تفوّهَ في بوحِ الغرامِ فمي
شَدَتْ بشوقي حروفي سِرَّ أُغنيةٍ
والحرفُ يكسرُ وقرَ السمعِ والصَمَمِ
وللخواطرِ آذانٌ مُميّزةٌ
فحوى المقاماتِ في قيثارةِ الكُلُمِ
نما حوارٌ وما كانت محاورةٌ
بما أسرّا فؤادانا من العَشَمِ
وكان في طبعِ من أحببتها خجلٌ
قد استبدَّ وزادَ الحرصُ من ألمي
وتغمزُ المُفرداتُ البيضُ غمزتها
فيستقيمُ انسكابُ النورِ ِ في الفَهَمِ
رَعَيتُ عُنداً توارى في سليقتِها
من ثَمَّ أكبرتُ فيها نظرةَ الشَمَمِ
تشِفُّ روحاً كأنّ العندليبُ شدا
وِسطَ الخميلةِ طِيبَ اللحنِ والنغمِ
وتستبيني بِحرفٍ واثبٍ أبداً
في مرجِ روحي كما رِئمٍ من الرِئَمِ
أنستُ طقساً من الأحزانِ زايلها
وكم يغيبُ سطوعُ الروحِ في السُدُمِ
ولو تسنّى جعلتُ الصيفَ زائرَها
ورُبَّ أسقي ورودَ الوجنتينِ ِ دمي
أُزركشُ الشوقَ طيفاً ثمّ أُرسلُهُ
برقاً يُعيدُ انسكابَ الروحِ في الصنمِ
يُحرّرُ الحبَّ من غلٍّ يُكبّلُهُ
فلا يُراعي حلولَ الأشهرِ الحُرُمِ
كم يعذُبُ الحبُّ في دنيا سرائرنا
مستوطناً في مقامِ العزِّ والكرمِ
ويصدقُ العهدُ يُرعى من مواجدنا
حتّى يؤصَّلَ في الأهواءِ والذِمَمِ