رباعيات جرح نازف
دمعٌ تحجَّرَ في عيونٍ لا تنامْ
و شفاهُنا ثكلى و يقتلُها الكلامْ
و الشمسُ غابتْ و هي تأْذَنُ للظلامْ
و سماؤُنا حُبلى و لكنْ لا غمامْ
**
ما عدتُ أعرف هل غدا قلبي مزاراً للجراحْ
أمْ أنّ نبضي بعدما غابَ استراحْ
و الحُلمُ أضحى كالدُّخانِ و غدتْ تسيِّرُهُ الرياحْ
و الليلُ أثقلَ كاهلي و أنا أفكِّرُ في الصباحْ
**
قلْ لي بربِّكَ كيفَ تاهَ بنا السبيلْ
و تركتَ دمعاً من مآقينا يسيلْ
و كسرتَ قلباً داعياً لكَ في الأصيلْ
كيفَ استبحتَ مشاعري يا صاحبَ الوجهِ الجميلْ
**
الآنَ أكتبُ و الدموعُ مشاربي
ما كانَ ضرَّكَ لو بقيتَ بجانبي
و جعلتَ قلبكَ و العيونَ ملاعبي
أمْ أنّ ماءَكَ لم يعُدْ بمنابعي
**
أسلمتُكَ القلبَ الجميلَ فلا تفكِّرْ في الأذى
لا تذبَحِ الحبَّ النّقي لِتَشُمَّ ورداً أو شذا
ما عادَ في قلبي مكانٌ للتفَجُّعِ و الأسى
فلقد مسحتُ من الفؤادِ حروفَ ليتَكَ أو عسى
**
الآن أعددْتُ الحقائبَ كنْ بخيرٍ يا صديقْ
مازلتُ أجهلُ أينَ يأخذني الطريقْ
فأنا الذي في بحرِ عينِكَ كالغريقْ
مادمتَ أنتَ بألفِ خيرٍ لنْ أكونَ أنا بضيقْ
لؤي كمال عمير - فلسطين .