هيا نعود
وتمر أيام الزمان كأنها
أوراق تتساقط على الأوتارِ
فتثير أحلام الحياة بصفوها
وتزيدنا من همها أضرارِ
ونسير نحو سرابها وكأننا
أنعام تمشي خلفها الأشرارِ
وشعارنا هيا ندمر بعضنا
ونفوز بالخيبات والأخبارِ
من فاز مات بغيضهِ وبجرمهِ
وتلطخت أفكارهِ بالعارِ
والفخر للأحرار حين تقودهم
آمالهم لتجاوز الأخطارِ
إن الزمان يمر والأيام لا
تحسب حساب زماننا الغدارِ
فاحرص على أن لاتمر بجفوةٍ
للمتقين وزمرة الأخيارِ
وإمضى إلى جنات رب الملك لا
تخشى الهلاك ولا دروب النارِ
عش في الحياة كما النسيم مسالماً
واستغفر الغفار في الأسحارِ
فإذا تصالحت النفوس تميزت
عن غيرها بطهارة الأفكارِ
وإذا القلوب تطهرت من خبثها
فازت بما ترجو من الغفارِ
وإذا العقول ترفعت وتحصنت
بالإرتقاء المذكور في الأذكارِ
ماخابت الآمال في أعماقنا
كلا ولا ضاقت بنا الأقطارِ
ولما تساقطت الحروف جميعها
في ساعة الأوهام والإنذارِ
نامت ضمائرنا فماتت كلها
وتمزقت بقرارها الغدارِ
واليوم لا ليل الحياة بليلها
كلا ولا عاد النهار نهارِ
صارت حياة الناس ليلا مثلما
يهوى الطغاة وباني الأسوارِ
فإذا بنا لاخير يرجى مننا
حتى القرار تحكموا بقراري
ولنا من الماضي عضات تمزقت
وتناثرت فغدى الشعار غبارِ
هيا نعود إلى الحياة فنجتني
خيراتها يامن لكم أسرارِ
يكفي دمار كفى هلاك تجمدت
أحلامنا فلتشعلوا الأنوارِ
لاخير في عالم يموت بحزنهِ
خوفاً وفي اعماقهِ الإصرارِ
حتى يعود إلى الفضيلةِ كلها
وتكون أيام الجمال شعارِ
من عبرات شاعرة الوطن
في احداث حرب اليمن
آمنة ناجي الموشكي
23. 7. 2020م