** وحيدا **
تمرّ اللّيالي عليه ثقالا
بهذي الحياة
و يبقى وحيدا كما تائه
في فلاة
فلا ناقة اليوم يركبها
و لا واحة اليوم يسكنها
و لا نار تهدي طريق المشاة
سوى نار آلامه تشتعل
***
حزين هو الآن لا يرتحل
سوى نحو عينين لا تعرفان
لماذا السّماء
إذا أهملت شمسها
تصير بلون الفرح
لماذا إذا أمطرت
يزور السّماء ملاك
يسمّيه قوس قزح
***
حزين هو الآن لا يرتحل
سوى نحو عينين
لا تعلمان
لماذا السّحابة إن أينعت
تصير بعليائها ياسمينة
كفلّ كزهر
كطيف شراع يناجي سفينة
***
حزين هو الآن لا يرتحل
سوى نحو عينين لا تدركان
لماذا الشّواطئ تحضن سرّ المحار
لماذا البساتين
تفهم همس القرنفل و الجلّنار
لماذا العصافير تشدو صباحا
و تهدي نشيدا لشمس النّهار
***
حزين هو الآن لا يرتحل
سوى نحو عينين
لا
هو الآن لن يرتحل
سوى نحو أفق
يراقب فيه انبلاج الأماني
و حلما أطلّ
** محمّد الزّواري ـ صفاقس ـ تونس **