أتاني خيال من حبيب فأسعدا
فؤاداً تثنّى في الضّلوعِ و غرّدا
وروّى ثرى القلبِ المعنّى بسحره
فغنّى بألحان الجمال و زغردا
رمتني بسهم العين ما أخطأ الحشا
أصابت فؤاداً من هواها توقّدا
أراني عميدَ القلبِ صبّاً و هائماً
ببدرِ الدّجى فاقت شمائلها المدى
إذا بسمَت حيّت فؤادي بروحها
فأحيت بذاك الحسن قلباً تجعّدا
كأن بديعَ الأرضِ بعضُ بديعها
ومن خدّها ذاك الربيعُ تورّدا
ألا ليتها تحيي فؤادي بقبلةٍ
فكم نام ملتاعاً و كم بات مُسهَدا
ألا ليتها تشفي سقامي بضمّةٍ
تقوّمُ قلباً دونها قد تأوّدا
أسائلها والحزنُ يسبي ملامحي
علامَ غزالي عن عيوني تشرّدا
علامَ هزاري قد تكوّرَ صامتاً
وكم أزهرت تلك الغصون إذا شدا
لعمري كأنّ الكون دون كواكبٍ
ولولا سنا عينينِ منكِ تجمّدا
خالد الحسين