قصيدتي (يا حَلَبُ):
فاضَ الحَنِينُ وَهَدَّنِي التَّعَبُ***
أَتُرَى أَعُودُ إِلَيكِ يا حَلَبُ؟
أَتُرَى تَعُودُ الرُّوحُ فِي بَدَنِي وَلا***
أَبْكِيكِ فِي شَوْقٍ وَأَنْتَحِبُ؟
يا لِي مِنَ التَّغْرِيبِ عَنْ وَطَنِي وَيا***
لِي مِنْ سَعِيرِ النَّأْيِ يَلْتَهِبُ
هَذِي حَنايا الرُّوحِ ناطِقَةٌ جَوًى***
عَمّا يَثُورُ لَظًى وَيَضْطَرِبُ:
طالَ البِعادُ فَعادَنِي سَقَمٌ وَما***
فِي الوُسْعِ مُصْطَبَرٌ وَلا كَثَبُ
إِنْ أَنْسَ لا أَنْساكِ يا عِشْقَ الصِّبا***
ما دامَ نَبْعُ الحُبِّ يَنْسَكِبُ
ما دامَ قَلْبٌ بِالحِسانِ يَهِيمُ أَو***
فِي ساحَةِ الأَحزانِ يَكْتَئِبُ
أَنْسَى رُبُوعَكِ أَو ضِياعَكِ أَو قُرًى***
فِيها مَغانِي اللَّهْوِ وَاللَّعِبُ؟
(إِعزازُ) فِيها العِزُّ نَهْرٌ دافِقٌ***
وَ(البابُ) مِنْها المَجْدُ يُحتَلَبُ
وَلَنا (السَّفِيرَةُ) قَد حَوَتْ آثارَنا***
عَبْرَ العُصُورِ كَأَنَّها الحُجُبُ
وَبَدَتْ لَنا (عِفْرِينُ) واحَةَ أَمْنِنا***
وَجِنانَ خُلْدٍ ما بِها عَطَبُ
وَلِـ(مَنْبِجٍ) فِي الشِّعرِ سَهْمٌ وافِرٌ***
يا سَعدَها شُعَراؤُها نُجُبُ
فَالبُحتُرِي وَأَبُو فِراسِ وَدَوقَلَةْ***
نارٌ عَلَى عَلَمٍ وَهُمْ شُهُبُ
هَذا الجَمالُ مَعَ الجَلالِ أَحالَهُ الطْ(م)
طُغْيانُ أَرضًا كُلُّها خَرِبُ
وَالقَتْلُ فِيها لا يُغادِرُ ساعَةً***
وَكَأَنَّهُ قِسْمٌ لَنا يَجِبُ
وَتَشَرُّدُ الأَطفالِ أَو تَهْجِيرُهُمْ***
كُلٌّ لَهُ ماضٍ وَمُرتَقِبُ
وَحَرائِرٌ رَضِيَتْ كُؤُوسَ مَنِيَّةٍ***
لَما دَعاها العِلْجُ تُغْتَصَبُ
وَشَبابُنا كُلٌّ يُقَتِّلُ بَعضَهُمْ***
وَشِعارُهُمْ: نَبْغِي وَنَحتَرِبُ
سُحقًا لِطُغيانٍ يُعَذِّبُ أُمَّتِي***
وَيَسُومُها خَسْفًا لَهُ وَصَبُ
تَعسًا لِطاغِيَةٍ يُشَرِّدُ شَعبَنا***
ذا لاجِئٌ وَالحُرُّ يَغْتَرِبُ
وَبِرَغْمِ كُلِّ تَجَبُّرٍ وَتَشَرُّدٍ***
وَتَغَرُّبٍ سَأَعُودُ يا حَلَبُ
الدكتور حسن كمال محمد محمد/ جمهورية مصر العربية....
...................................................................
........................................................
.............................................
..................................
........................
.................
..........
.....
..
.